رئيس الجمهورية يؤكد عزم الدولة على مواصلة الإصلاحات وتنفيذ برامج التنمية

أخبار الوطن
رئيس الجمهورية يؤكد عزم الدولة على مواصلة الإصلاحات وتنفيذ برامج التنمية

أكد رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة, عزم الدولة على مواصلة مسار الإصلاحات وتنفيذ برامج التنمية, مشددا على أن الجزائر تمكنت من تحقيق إنجازات في شتى المجالات لا ينكرها إلا جاحد.

وفي خطاب للأمة ألقاه أمام البرلمان المجتمع بغرفتيه بقصر الأمم بنادي الصنوبر, أعرب رئيس الجمهورية عن قناعته بأن "الإصلاحات عملية مستمرة لتكريس الحوكمة من أجل الشعب وبالشعب", مضيفا بالقول: "سنستمر في تنفيذ برامج التنمية المستدامة".

 وبذات المناسبة, نوه رئيس الجمهورية بالحركية التي طبعت البرلمان ومكنته من "تكريس صلاحيات السلطة التشريعية, باستعمال حقها في مبادرة اقتراح القوانين ومنها قانوني الجنسية وتجريم الاستعمار". 

وأكد في ذات السياق أنه سيستجيب في الحوار الذي سبق وأن أعلن عنه "لكل ما تطلبه الأحزاب السياسية". وفي حديثه عن تجسيد أسس دولة الحق والقانون, شدد رئيس الجمهورية على أن "العدالة ستكون بالمرصاد لكل مظاهر الفساد والاختلال وستحمي بالمقابل كل الإطارات النزهاء". 

ولدى تطرقه إلى الشأن الاقتصادي, أبرز رئيس الجمهورية أهم المعطيات الإيجابية التي حققها الاقتصاد الوطني الذي يشهد "حركية غير مسبوقة من الاستثمار", حيث يشارك المستثمرون الأجانب ب309 مشروع استثماري, مؤكدا أن هذا الرقم هو "رد على ا لمدعين بأن الجزائر معزولة". 

كما ذكر بنجاح الاقتصاد الوطني في تحقيق تراجع في معدل التضخم, وهو ما اعتبره "مؤشرا آخر للرد على من يدعي بتوجهنا الخاطئ". وقال بهذا الصدد: "اقتصادنا في حالة سالمة وسليمة وهذا ليس إنجاز رئيس الجمهورية وحده, بل كل إطارات وعمال الأمة", مستطردا بالقول: "من لا يعترف بإنجازات الجزائر فهو جاحد وحسود". 

وأشار أيضا إلى ما أنجزته الجزائر في مجال السكة الحديدية, معتبرا أنه "دليل على أن الجزائري عندما يقرر يصنع المعجزة", معبرا عن اعتزازه بأن تكون "سياسة الإنتاج الوطني قد بدأت تشكل حركية كبيرة, بعد تصحر صناعي سابقا في كل الولايات, وعلى كل المستويات بسبب هلوسة الاستيراد".

 وكشف في هذا الإطار أن نسبة مساهمة الصناعة في الناتج الداخلي الخام عادت إلى "حدود 10 بالمائة بعد إنزالها عمدا في وقت سابق إلى 3 بالمائة", مبرزا أنه تم تحقيق "أكثر من 80 بالمائة من اكتفاء السوق المحلي في المواد الصيدلانية".

 وفي ذات السياق, حيا رئيس الجمهورية شباب المؤسسات الناشئة الذين قال أنهم "آمنوا بقدراتهم وقدرات بلدهم, الذي شرفوه بالخارج", مشيرا إلى تسجيل "13 ألف مؤسسة ناشئة في الجزائر, منها من لها سمعة دولية".

 كما تحدث رئيس الجمهورية عن مشروع منجم غارا جبيلات الضخم الذي "أصبح واقعا وهو ثالث أكبر منجم حديد في العالم", مؤكدا ان الجزائر "جسدت ما كان يبدو مستحيلا". 

وأضاف أن "الأعين كلها ترقب توجهنا لإنتاج الفوسفات ببلاد الحدبة" وتابع قائلا: "سينتج وسينقل بشكل آمن, وسنضاعف قدراتنا الإنتاجية خمس مرات". 

وبشأن قط اع الفلاحة, قال رئيس الجمهورية أن "الفلاحين نجحوا في إنشاء 15 ألف مؤسسة فلاحية, وأصبحوا يؤثرون إيجابيا في الاقتصاد الوطني", مضيفا أن "التكنولوجيا وصلت إلى هذا القطاع". 

وفي مقابل "النجاحات الكبيرة" المحققة في هذا المجال, سجل رئيس الجمهورية وجود "فشل في إنتاج اللحوم بكل أنواعها", مشيرا إلى أن هذا الأمر "يطرح علامات استفهام كبيرة".

 ووجه في هذا الصدد نداء لأهل القطاع حتى "يكونوا غيورين على بلدهم", معتبرا أن "أموال استيراد اللحوم, أبناء الجزائر أولى بها".

 ولدى تطرقه إلى قطاع الصحة, نوه رئيس الجمهورية بالمؤشرات الإيجابية التي سجلها هذا القطاع, على غرار "ارتفاع معدل الأمل في الحياة بالجزائر", وذلك بفضل تمكن السلطات الصحية من القضاء على الأمراض, مبرزا أن "التلقيح ضد الأمراض أمر عادي عند الجزائريين, لكن الكثير منا لا يعلم أنه استثنائي في كثير من الدول".

  أرقامنا صحيحة وأساليب البلبلة وتحطيم المعنويات لن تحقق أهدافها  

ورد رئيس الجمهورية في خطابه على بعض الأطراف التي تحاول يائسة طمس الإنجازات المحققة, مؤكدا أن "أرقامنا صحيحة وهي تحت المجهر ولو لم تكن كذلك لكانت موضوع الإعلام العالمي", مضيفا أن "هناك مدنا أنشئت من العدم ويقولون لم يتغير شيء", وأردف أنه "بالنسبة للبعض, مقياس التغيير في البلاد هو توقف الأموال التي كانت تذهب إلى جيوبهم".

 وجدد رئيس الجمهورية التأكيد على أن "أساليب البلبلة والغلو والسب والشتم وتحطيم المعنويات لن تؤدي أهدافها", مذكرا بأنه "في سنة 2019 كنا على شفا حفرة والخطاب ال سياسي كان يؤكد عدم القدرة على دفع الأجور".

 وفي هذا السياق, شدد رئيس الجمهورية قائلا: "لن يسجل علينا التاريخ أننا أوقفنا دعم المواطن البسيط", مستعرضا أهم المكاسب الاجتماعية المحققة, على غرار رفع الأجور والتزامه بمواصلة رفعها, بالإضافة إلى التزامه باستمرار عمليات التوظيف. 

وأكد رئيس الجمهورية على أن "القدرة الشرائية محمية في حدها الأدنى, ونتصدى يوميا لمن يسعى لكسرها, لا سيما من الطفيليين الذين يستهدفون امتيازات الدولة الممنوحة للمواطنين", مشيرا إلى أنه ينبغي الحرص على ذلك أيضا, "بدعم أسعار المواد الغذائية والماء والكهرباء والسكن ومجانية التعليم". 

وفي قطاع السكن, أشار رئيس الجمهورية إلى أنه تم منذ بداية العهدة الأولى إنجاز مليون و700 ألف سكن, كاشفا أنه "فرض على الرئيس السابق المرحوم عبد العزيز بوتفليقة إلغاء إستفادات البعض من أراضي مدينة سيدي عبد الله, لكي تعود إلى الشعب من خلال مشاريع السكن". 

وبعد تطرقه إلى الإنجازات المحققة في مجال تحلية مياه البحر, أمر رئيس الجمهورية الوزير الأول ب"الشروع في إنشاء محطتي مياه بتندوف وتمنراست". 

وفي الشأن الدولي, جدد رئيس الجمهورية التأكيد على ثبات الجزائر على موقفها من القضية الفلسطينية. وتحدث عن دول الجوار, مؤكدا أنه "إذا لم يأت من جوار الجزائر الخير, فلن يأتي منه الشر أبدا".

 كما جدد التأكيد على أن الحل بالنسبة للوضع في ليبيا "لا يمكن أن يخرج عن أبناء الوطن الواحد". وبالنسبة للعلاقات مع تونس, حذر رئيس الجمهورية من "محاولات زرع الفتنة بين البلدين باستعما ل العقول الضيقة", مشددا على "امتداد أمن الجزائر إلى تونس وامتداد أمن تونس إلى الجزائر". 

وقال في هذا الصدد: "لم نتدخل يوما في الشأن الداخلي لتونس الشقيقة وجيشنا لم يطأ الأراضي التونسية", معتبرا أن "الروح الوطنية في تونس قوية جدا والبعض يحاول تصويرها على أنها سهلة الافتراس, لكنهم مخطئون". 

وأردف يقول أن "هناك من يريد تفكيك الرابطة الأخوية بين الجزائر وتونس لاعتقادهم بأن ذلك يسهل افتراسها". وخلص إلى القول: "الرئيس قيس سعيد لا هو مطبع ولا هو مهرول, ومن يمس تونس فقد مس الجزائر".

ENTV Banner