تتميز الطبعة الثالثة للصالون الدولي للرقمنة وتكنولوجيات الإعلام والاتصال "كونستنتيك 2025" بقسنطينة بعرض ابتكارات جزائرية واعدة في مجال التكنولوجيا الحديثة، من أبرزها "القبعة الذكية" الموجهة لذوي الإعاقة البصرية و"برامج التسيير المدمج للسوق"، التي جسدت التوجه الوطني نحو دعم الحلول الرقمية المحلية وتعزيز الاقتصاد المعرفي.
ويندرج تنظيم هذا الصالون، الذي يحتضنه فندق ماريوت إلى غاية يوم غد الخميس، في إطار الجهود الرامية إلى ترسيخ ثقافة الابتكار وتشجيع المؤسسات الناشئة على تحويل الأفكار الإبداعية إلى منتجات تكنولوجية عملية تسهم في تطوير الاقتصاد الوطني وتعزيز التحول الرقمي في الجزائر.
وأوضح لعويرة سي عاشور، مبتكر "القبعة الذكية" ومؤسس المؤسسة الناشئة "نور أكسيسيبيلتي" ، أن هذا الابتكار "يهدف إلى تسهيل حركة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية ومنحهم استقلالية أكبر في حياتهم اليومية"، مضيفا أن "القبعة الذكية" مزودة بحساسات دقيقة ترصد العوائق أمام المستخدم وتنبهه عبر إشارات صوتية أو اهتزازية، مشيرا إلى أن تطوير هذا الابتكار تم بدعم من الوكالة الوطنية لترقية وتطوير الحظائر التكنولوجية.
من جانبه، صرح عبد القادر حاميني، المدير العام لمؤسسة "أو جي سي" المتخصصة في الحلول المعلوماتية، أن مؤسسته "تعمل منذ أزيد من 35 سنة على تطوير برامج تسيير مدمجة وموثوقة تلبي احتياجات السوق الوطنية"، موضحا أن "هذه البرامج تساعد المؤسسات على تحسين أدائها الإداري والمالي وتطوير أدوات رقمية تتماشى مع متطلبات التحول التكنولوجي".
وتشهد الطبعة الثالثة لهذا الصالون مشاركة واسعة للباحثين، والمبتكرين، والمؤسسات الناشئة، إلى جانب الهيئات العمومية والخاصة المهتمة بالرقمنة والذكاء الاصطناعي، حيث يتضمن البرنامج سلسلة من الورشات التقنية والعروض التفاعلية التي تتيح تبادل الخبرات وبناء شراكات جديدة بين مختلف الفاعلين في القطاع.
ويعد صالون "كونستنتيك" الذي تنظمه مؤسسة "ميديا سمارت" منصة وطنية رائدة تجمع بين عالم البحث العلمي وريادة الأعمال التكنولوجية، وتجسد رؤية الجزائر في جعل الرقمنة أحد المحركات الأساسية للتنمية المستدامة وبناء اقتصاد قائم على الابتكار والمعرفة.

